بقلم / ناصر بامندود " تعليم فتاة الأرياف" - صدى حضرموت | الإخبارية

أخر الأخبار

ترجمة - Translate

   

الخميس، 17 ديسمبر 2020

بقلم / ناصر بامندود " تعليم فتاة الأرياف"

قبل ثلاثة أعوام تقريبًا، قابلت رجلًا بدويًا يحمل سلاحه العسكري على كتفه ويمسك بيديه ابنتيه الصغيرتين، وكنت لحظتها جالسًا أنتظر أحد أصدقاء، جلس الرجل إلى جواري مع ابنتيه. 

فدّنت الصغيرة مني فتبسمت لها، وأخذت أكلمها حتى جاءت التي تكبرها بقليل وانغمست معنا في هذا الحديث، والأب يستمع إلى كلام ابنتيه وهو يتبسم، حقيقةً دهشّت من ذكائهن وردوهّن فقلت له وأنا أضحك : " ماشاء الله، ربي يحفظهن لك ". 

فأجابني بحسرة وقد سبقتها الآه من صدره : 
" إن ما تسمعه من ذكاء في كلامهن، لا ينعكس أبدًا على مستواهن الدراسي، مستواهن الدراسي ضعيف، الزوجة ( أمية ) لا تجيد القراءة والكتابة لأنها عاشت في الريف ، وأنا مشغول مع عملي ومع توفير لقمة العيش لهم، أفكر أن أجعلهن يتعلمن عند بنت من بنات الجيران! ". 

كلماته تلك ذكرتني بمقولة الشيخ الجزائري المجاهد : عبدالحميد بن باديس، والتي يقول فيها :

" إذا علمت رجلا فإنك تعلم فردًا، وإذا علمت امرأةً فإنك تعلم أمةً ". 

والشيء بالشيء يذكر لعّل من الصدقات الجارية للشيخ " عبداللّه الناخبي " -  رحمه اللّه - فكرته بتعليم الفتاة في مراحل متقدمة من القرن الماضي في عهد الدولة القعيطية الحضرمية والمكلا تحديدًا، فجدتي والدت أمي - رحمها الّله - كانت تعلمني في صغري الحروف والقرآن والأرقام لأنها كانت ممّن استفدن وتعلمن من فكرة الشيخ عبدالله الناخبي.

" الصورة بعدستي " 

ناصر بامندود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق