المكلا / خاص / تقرير: ناصر بامندود :
منذُ شهر تقريبًا- وحتى اليوم- لا تكاد تتجول في مدينة المكلا أو تقضي معاملةٍ في مصلحةٍ حكومية أو تمشي بين إحيائها إلا وتلمح ثمّة أشخاص عيونهم حمراء أو متورمة أو إحدى العينين بهكذا حال ، لأنهم أصيبوا بمرض الرمد ( Ophthalmia) أو التهاب ملتحمة العين ( conjunctivitis eye) أو العين الوردية (Pink Eye).
هو المرض الذي دخل معظم بيوت مكلا، وصار منذُ تفشيه إلى الآن حديث أهلها، وموضوع وسائل التواصل الاجتماعي لسكانها، فما هو حكايته؟ ولماذا تفشى في هذا التوقيت؟! ومتى ينتهي ويزول هذا المرضى الذي أدمى عيون أهلها؟! في التقرير نتعرف على الأسباب وطرق العلاج ونستمع لشهادات المرضى والمختصين.
العلم يفسر:
يرجع الدكتور خالد باحارثة استشاري طب وجراحة العيون والأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة حضرموت سبب انتشار مرض رمد العيون في المكلا مؤخرًا إلى أنها عدوى والتهابات فيروسية دائمًا ما تظهر في بداية فصل الشتاء لأنها مرحلة انتشار الفيروس فالبردوة بيئة مناسبة للفيروسات، ويضيف إن هذا النوع من العدوى الفيروسية ينتمي إلى الفصيلة " Epidemic adenoviral "، وغالبًا ما يصيب العينين لأنه سريع الانتشار ولكن في بعض الحالات تصيب إحدى العينين فقط، وأكد على انتشارها أيضًا بمديريات أخرى في حضرموت كغيل باوزير والشحر والمديريات الشرقية، وعن أعراضه فهو يسبب الآتي احمرار في العينين أو أحدهما، الشعور بالرغبة في الحكة الشديدة، يشعر كأن تراب في عينيه، خروج افرزات، وصعوبة في فتح العيون بعد النوم، وتنتقل في حالة ملامسة المريض أو أدواته الشخصية
أما عن طرق علاجها يوصي باستخدام مضاد حيوي مخفف للأحمرار ومسكن للألم على شكل قطرات مع كمادات ماء بارد.
ويتوقع الدكتور خالد أن يتخفي عدوى مرض الرمد وتخف حدته كثيرًا من " المجتمع المكلاوي" خلال شهر، وللوقاية منه في الفترة الحالية ينصح بغسل اليدين بعد العودة للبيت، والابتعاد عن المناطق المزدحمة بقدر الاستطاعة وكذلك الابتعاد عن المصابين بالعدوى.
ويشير باحارثة إلى أن مدة مرض التهاب الملتحمة تكون من يومٍ واحدٍ كأقل مدة إلى عشرة أيام كأقصى فترة الزمنية له ، ويذكر بأن أكثر موجة انتشار للرمد شهدتها المكلا كانت في العام 2013 تقريبًا.
مكتب وزارة الصحة:
وقال مدير الإعلام والثتقيف الصحي بمكتب وزارة الصحة العامة والسكان في ساحل حضرموت الأستاذ خالد الكلدي: " إن مكتب وزارة الصحة قام بالتنسيق مع مكتب وزارة التربية والتعليم في الساحل من أجل النزول إلى المدارس للتوعية بمرض الرمد وخطوات الوقاية منه، وشرح سبل التعامل في حالة ملامسة الشخص المصاب به ".
فيما أضافت مدير الترصد الوبائي بمكتب وزارة الصحة العامة والسكان في ساحل حضرموت الدكتورة رولا باضريس: " بالنسبة لحالات التهاب الملتحمة ( الرمد) هو لا يندرج معنا ضمن قائمة الأمراض في الترصد، ولكننا حاولنا عمل احصائية له، بيد أن بحكم الانتشار الواسع للمرض باعتباره مرض فيروسي تظل الأرقام الموجودة معنا أقل من الواقع، لأن حالات كثيرة لا تأتي للمرافق الصحية".
العيادات ممتلئة بحالات الرمد:
محمد ياسر( 32 عامًا) يقول: " بعد إن أستيقظت من النوم شعرت بحكةٍ في عيناي، وشيئًا من الدموع فنظرت إلى المرآة فرأيت عيناي محمرة فعرفت أن العدوى إصابتي، ثمّ ازدادت الأعراض خلال الساعات فمثلًا أشعر " كالحصى الصغيرة" على عيناي، كما توجد عليهما " مخاط العيون "، ويلامسك شعور الرغبة الشديدة في حكهما بيديك، وباليوم التالي تورمت العين أكثر، وهنا كان لابد من الذهاب إلى الطيبب، وحين ذهبت إلى إحدى عيادات العيون وجدتها ممتلئة بحالات الرمد مثلي".
أم تحكي قصة أولادها مع المرض:
تحكي أم معاذ قصة أولادها مع الرمد فتقول: "حينما دخل الرمد إلى بيتنا عن طريق تعرض أحد أولادي للعدوى من زملائه في الصف سرعان ما انتشرت العدوى بين كل الأبناء الواحد تلو الأخرى، كنت أتألم حينما أبصر شكل أعينهم وحين يحدقون إليّ والوجع يبدو عليهم وكانوا يشكون من شعور الوخزات كوخزات الإبرة على العيون، فجربت طريقة علاجٍ شعبيٍ قراءته في مجموعات ( الواتس أب) وهو بسيط جدًا عبارة عن مغلي الشاهي الأحمر يتم تبريده ثمّ وضعها على العينين، واستخدام كمادات باردة بشكلٍ مستمر مع التزام بعدم لمسها أو حكها، وكانت فترة علاجهم تتراوح ما بين يومين إلى خمسة أيام".
الأطفال الأكثر إصابة به:
الصيدلاني محمد باجندوح صاحب إحدى الصيدليات في مدينة المكلا يروي قائلًا: " لاحظت منذُ 20 سبتمبر الفارط تقريبًا قدوم زبائن تبدو عليهم علامات الإصابة بالرمد كاحمرار العينين وتورمها إلينا يطلبون علاجًا لها، وشاهدت الوتيرة تزداد ارتفاعًا بكثرة مع بداية دخولنا في شهر أكتوبر الحالي، وهو يصيب جميع الفئات العمرية ولكن الفئة الأكثر إصابةً به هم الأطفال نظرًا لأنهم الأكثر اختلاطًا والأقل وعيًا، وثمّة حالات كنت أشفق عليها لأن العيون كانت متورمة والدموع تسيل منها".
ويضيف باجندوح: " كنت أصرف للأطفال الذينَ لم يتجاوزا عمر العامين المراهم التي تحتوي على المواد العلمية التالية ( tetecycli- وtobremycln- وerythromycih)
ويستخدم للرمد القطر العينية فقط أو بإضافة المرهم العيني على حسب شدة الإصابة بالفيروس وعمر المريض، وطريقة الاستخدام يعطى المرهم العيني قبل النوم، وتستخدم القطرات العينية من قطرة إلى قطرتين إلى ثلاث أو أربع مرات على حسب عمر المريض وشدة تعرضه للعدوى، وتعتبر مادتي (Dexamethasone + Tobramycin) هي الأفضل والأكثر فعاليةً في العدوى المنتشرة، وبالتجربة مع المرضى تصل فترة الاستفادة من العلاج بهذه المادتين إلى أقل من 24 ساعة فقط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق