بقلم / فؤاد قائد .. في ظلال الذكرى 61 لثورة 14 أكتوبر المجيدة - صدى حضرموت | الإخبارية

أخر الأخبار

ترجمة - Translate

   

الاثنين، 14 أكتوبر 2024

بقلم / فؤاد قائد .. في ظلال الذكرى 61 لثورة 14 أكتوبر المجيدة



دشنت ثورة 14 أكتوبر المجيدة عام 1963 نضالات شعبنا بشكل منظم ومؤسسي لتحرير جنوب اليمن المحتل من قبل الإستعمار البريطاني وهي ثورة مسلحة قوية أنطلقت من قمم جبال ردفان الشماء أطلق رصاصتها الأولى الشهيد البطل راجح بن غالب لبوزة ورفاقة الأبطال معلنة للعالم كله ثورة الشعب الأبي ضد المحتل البريطاني الغاشم الذي جثم فوق الأرض الجنوبية 129 عاما خاض خلالها الثوار الأحرار من مختلف التنظيمات السياسية ذات الأجنحة العسكرية والشخصيات الإعتبارية والإجتماعية وقوى التنوير والتحرير خاضوا كفاحا مسلحا جسورا لمدة أربع سنوات متواصلة قدموا التضحيات الجسيمة بقوافل من الشهداء والجرحى حتى تكللت الثورة المجيدة بالإستقلال العظيم في 30 نوفمبر 1967 توحد خلالها الجنوب الممزق إلى اكثر من 23 سلطنة وإمارة ومشيخة ودويلة في دولة مركزية واحدة قوية عاصمتها عدن.
2
مثلت ثورة 14 أكتوبر المجيدة نقلة نوعية متميزة في مسار الحركة الوطنية الجنوبية مع تقديم مصر عبدالناصر الدعم السخي لحركات التحرر في المنطقة العربية وارتفاع مستوى الوعي الثوري التحرري والتفاف شعب الجنوب حول الثورة ما زاد في قوتها وعزز صمودها البطولي وحقق الانتصارات المتوالية واسقاط السلطنات والمشيخات والإمارات والسلطنات بقوة وارادة الثوار الأحرار وتلقين المحتل البريطاني وأدواته المحلية الهزائم في قلب مدينة عدن التي مثلت عنوان ورمز الثورة.
لقد عبرت ثورة 14 أكتوبر المجيدة عن تطلعات الشعب في الحرية والتحرير والاستقلال واقامة الدولة الوطنية المستقلة وعاصمتها عدن وبناء نظام وطني لا يخضع للتبعية ولا للولاءات الخارجية منتصرا للقيم الثورية والوطنية والإنسانية شكل قوة أساسية فاعلة ومهابة في المنطقة تمتلك إرادة حرة شجاعة وبيدها قرارها الوطني المستقل.
ولأول مرة في التاريخ الحديث تحقق للجنوب دولة مركزية موحدة وقوية تمثل التجسيد الحقيقي لأهداف ثورة 14 أكتوبر المجيدة تجسد وحدة الصف الجنوبي وتحقق آمال الشعب في العزة والكرامة والحرية وتحفظ للوطن سيادته.
3
اليوم تواجه ثورة 14 أكتوبر المجيدة تحديات عميقة بعد 61 عاما من قيامها وتتعرض لهجمة شرسة من قبل أدوات الإحتلال البريطاني والأجنبي تستهدف الإنقضاض على أهدافها الوطنية التي خطها الرعيل الأول من ثوار وأحرار ومناضلي الجنوب كمداميك ثابتة للدولة الجنوبية الحرة القوية الموحدة وتتكالب عليها قوى شريرة حاقدة لحرفها عن مسارها من خلال أدواتها المحلية الرخيصة وتعبث بالجنوب ارضا وسيادة وثروات ومقدرات في محاولة بائسة لإخضاع الجنوب والإستيلاء على خيراته ومواقعه الحيوية الإستراتيجية من مطارات وجزر وغيرها خدمة لإجندة صهيونية خبيثة.
والشيء الخطير اليوم ان هناك قوى إقليمية تنفذ أجندة بريطانية وأمريكية وصهيونية تعمل على تدمير المؤسسة العسكرية والأمنية وإقامة ميليشيات مناطقية هشة عابثة فاقدة للولاء الوطني إلى جانب تمزيقها للنسيج الإجتماعي وزرع الفتن وتأجيج الخلافات وتغذية الصراعات بالإضافة الى تقسيم الجنوب الى كنتونات هزيلة في مسعى للقضاء على وحدة الجنوب كسبيل لتمزيقه وتفتيته وإضعافه تسهيلا للإستيلاء عليه وإحتلاله ونهب مقدراته.

4.
وتعمل قوى الإحتلال السعودي الإماراتي على إحياء المشروع الإستعماري البريطاني ما يسمى الجنوب العربي فاقد الهوية والسيادة والقرار الوطني المستقل وكسبيل لتنفيذ تلك الأجندة تعمل قوى الإحتلال من خلال أدواتها المحلية على اغراق الجنوب بالفوضى والازمات والمعاناة الانسانية وانتهاك حقوق الإنسان والزج بالمعارضين لتلك السياسة بالسجون السرية واخفاء كل صوت حر في غياهب تلك المعتقلات وتبقي مصيرهم مجهولا في ظل تسيس القضاء وتعطيله عن القيام بواجباته وكلها ممارسات ممنهحة الهدف منها إضعاف الجنوب والقضاء على دولته القوية الموحدة.
إن الإحتفاء بالذكرى 61 لثورة 14 أكتوبر المجيدة اليوم تتطلب تذكير الجنوبيين بأهمية الحفاظ على أهداف وثوابت ثورتهم العظيمة وتوحيد الصف والتماسك وتغليب المصلحة الوطنية العامة من إجل إفشال كافة المؤامرات والأجندات التي تتربص بهم وبدولتهم الحرة وبإستقلالها وسيادتها والنهوض الثوري الفعال للتصدي لكل تلك الأهداف الإستعمارية قبل فوات الآوان .. وإنها لثورة حتى النصر.

  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق