بقلم / أنس علي باحنان .. مسار حضرموت السياسي مع الوحدة - صدى حضرموت | الإخبارية

أخر الأخبار

ترجمة - Translate

   

الأربعاء، 28 مايو 2025

بقلم / أنس علي باحنان .. مسار حضرموت السياسي مع الوحدة

*في أحد أبرز جوانب العلاقة بين حضرموت ومركز القرار السياسي المركزي، تجلّت معاناة الحضارم منذ بواكير الوحدة. فمنذ اللحظات الأولى، طالبت النخب الحضرمية بحكمٍ محليٍّ كامل الصلاحيات، يضمن لحضرموت إدارة شؤونها وفقًا لمصالح أبنائها وتطلعاتهم، غير أنّ هذا المطلب الوطني المشروع قوبل بالرفض والتجاهل التام. لقد بلغ الأمر حدًّا من المركزية المقيتة، حيث أصبح الحصول على رخصة قيادة المركبات مرتبطًا بالعاصمة صنعاء!*

*ثم ما لبث أن جدّد الحضارم مطلبهم، بصيغة أكثر اتزانًا وعدالة، تمثّلت في إقامة دولة أقاليم، تكون فيها حضرموت إقليمًا مستقلًا بذاته، غير أنّ هذا الحق المشروع جوبه مجددًا بالرفض، والتفافٍ مفضوح على جوهر الاستحقاق.*

*واليوم، وبعد طول انتظار، بات الحضارم يطالبون بحكمٍ ذاتيٍّ يُعيد إليهم شيئًا من كرامتهم وحقّهم الطبيعي في إدارة أرضهم، إلا أن الأصوات المركزية ما زالت تُصِرُّ على سياسة الصمم والإنكار، وكأنها آذانٌ من طين وأخرى من عجين.*

*وإذا ما استمر هذا التجاهل المتعنت، فإن الحضارم، وهم أهل عزةٍ وكرامة، لن يجدوا بُدًّا من الانتقال إلى مرحلةٍ حاسمة، وهي حق تقرير المصير؛ ذاك الحق الذي تكفله القوانين والأعراف الدولية للشعوب التوّاقة للحرية والانعتاق. ولا ريب أنّ هذا المسار قد يفضي إلى قيام دولة حضرمية، أو بالاصح استعادة دولتهم الحضرمية المسلوبة، التي كانت ذات يوم شامخة الأركان، ذات سيادةٍ وهيبة.*

*فهل يعي اليمنيون خطورة المآل؟ وهل يسارعون إلى صوغ عقد وطني جديد، عادل ومنصف اسه الحكم الذاتي الذي يُعيد لحضرموت مكانتها واعتبارها ضمن إطار وطني جامع؟ أم أنّ حضرموت ستغدو مستقلةً استقلالًا كاملًا، ماضيةً بثبات نحو مستقبلٍ تصوغه إرادتها الحرّة، بعيدًا عن وصاية المركز ومظلومية التاريخ؟* 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق