بقلم / م . لطفي بن سعدون الصيعري .. حضرموت في مواجهة مشروع الهيمنة الانتقالية ،لا للوصاية، نعم للحكم الذاتي !!! - صدى حضرموت | الإخبارية

أخر الأخبار

ترجمة - Translate

   

الاثنين، 28 يوليو 2025

بقلم / م . لطفي بن سعدون الصيعري .. حضرموت في مواجهة مشروع الهيمنة الانتقالية ،لا للوصاية، نعم للحكم الذاتي !!!

في الوقت الذي تئن فيه حضرموت ومعها الجنوب كله ، تحت وطأة الانهيار الشامل في الخدمات، وعلى رأسها كارثة الكهرباء، وانهيار العملة، وارتفاع الأسعار، وانتشار الجوع لكل بيت ، و تضخم الفساد كالوباء، نرى قيادة المجلس الانتقالي في حضرموت ، منشغلة فقط بقضايا لا تمس جوهر معاناة الناس، بل تسير في اتجاه معاكس تمامًا لمطالب الحضارم في العيش الكريم وانتزاع الحقوق.
إن ما تشهده حضرموت اليوم من تهديدات صريحة تُطلقها قيادات انتقالي سيئون والمكلا، (الزبيدي والمحمدي) ، تكرارًا لنفس الخطاب العدائي الذي ابتدأه رئيسهم الزبيدي ذاته، ليس إلا تعبيرًا فاضحًا عن نواياهم الحقيقية في منع حضرموت من انتزاع حقها في تقرير مصيرها واختيار شكل شراكتها وفق إرادة أبنائها. فمشروع الحكم الذاتي الذي ينادي به الحلف والجامع، بات كابوسًا يؤرق الطامحين إلى الهيمنة على القرار الحضرمي واستثمار ثرواته دون وجه حق.
مشروع الحكم الذاتي لحضرموت ليس ترفًا سياسيًا ، بل ضرورة وجودية :
لقد أوصلتنا السياسات الفاسدة والولاءات الضيقة وأهواء القادة ، إلى مرحلة لم تعد فيها الحياة ممكنة كما كانت. المواطن الحضرمي اليوم يعيش أسوأ أيامه منذ عقود، لا كهرباء، لا ماء، لا دواء، لا مرتبات تسد الفاقة ، لاعملة ثابتة ، ولا كرامة تحفظ للإنسان انسانيته ، بينما الانتقالي شريك رسمي في منظومة الحكم (نصف الرئاسة و الحكومة!)، ومع ذلك لم يقدم للحضارم أو للجنوبيين شيئًا يذكر غير البيانات والتهديدات.
وإن ما نراه اليوم هو محاولة واضحة لإعادة إنتاج المركزية المتسلطة، ولكن بواجهة جديدة. يريدون لحضرموت أن تكون تابعًا هامشيًا ضمن مشروعهم الجنوبي القائم على الهيمنة لا الشراكة، وعلى الإقصاء لا الندية، وعلى تهميش القوى الحضرمية الحية التي ترفض الوصاية، وتطالب بمكانة تليق بتاريخ حضرموت وشعبها وثرواتها وهوبتها المتميزة عن الشمال والجتوب.
 ما وراء التهديدات.. مشروع إقصاء حضرمي متكامل :
حين يُهاجم الحلف الحضرمي، ويُخوَّن الجامع، وتُوجَّه بنادق الإعلام والتجييش القبلي ضد من يطالب بالحكم الذاتي وتشكيل قوات حماية حضرموت، فإننا لا نتحدث عن خلاف سياسي، بل عن محاولة سحق متكاملة المعالم لأي مشروع حضرمي مستقل الإرادة.
والأخطر من ذلك، أن هذه الهجمة تأتي متزامنة مع صمت مطبق تجاه فشل الانتقالي الذريع في تحسين أوضاع المواطن الجنوبي، ما يعني أن القيادات هناك قد قررت أن تبقي على الأزمة لتستثمرها، وتُغطي على عجزها السياسي بخلق "عدو داخلي" جديد اسمه الحلف والجامع.
 الحضارم ليسوا وقودًا لأوهام الهيمنة : 
ليعلم من يخطط لوضع حضرموت تحت
 البسطار، أن الحضارم قد قرروا مصيرهم ولن يعودوا إلى الوراء. التجربة علمتهم أن الكرامة لا تُستجدى، وأن الحقوق لا تُمنح، بل تُنتزع، وأن الحكم الذاتي لم يعد خيارًا نخبويا بل مطلبًا شعبيًا جامعًا يلتف حوله كل الملايبن من  أحرار حضرموت في الداخل والمهاجر.
واليوم، تتبلور إرادة حضرمية صلبة، تعرف ماذا تريد ، من خلال إدارة شؤونها بنفسها، تأمين أرضها وثرواتها برجالها، واستعادة قرارها السيادي من براثن المركزية السابقة و الجديدة، سواء كانت باسم "الشرعية" أو "الانتقالي".
 حضرموت ستنتصر.. لأنها صاحبة الحق :
رغم الضجيج الإعلامي، ورغم التهديدات العسكرية، ورغم الضغوط القبلية والسياسية، حضرموت لن تنكسر. الحلف والجامع ، هما التعبير الصادق عن صوت حضرموت الحقيقي، ووراءهم شعب يعرف ما يريد، ولن يخون دمه وثروته وتاريخه وهويته الممبزة لأجل مشاريع الهيمنة والنهب والالغاء .
وإن حضرموت اليوم ليست عاجزة ، فمعها في المقام الأول أبناؤها الذين آمنوا أن زمن التبعية قد انتهى.
كما انها ليست وحيدة فمعها حلفاء إقليميون لن يسمحوا بإعادة عقارب الساعة للوراء. ومعها تحالف و رباعية دولية ترفض الفوضى.
فليقل من شاء ما شاء، وليرفع من شاء صوته وهرطقاته، ولكن القرار الحضرمي قد حُسم ، وسيكون سيد الموقف .
نعم لحضرموت الحرة الندية،
نعم لحكمها الذاتي وقواتها الخاصة،
ولا للوصاية ولا للهيمنة ولا لتكرار خيبات الماضي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق