‏بقلم / سالم عوض الربيزي .. فبراير، الثورة التي أرادت إنقاذ اليمن فحوّلها المتنفذون إلى نكبة سياسية - صدى حضرموت | الإخبارية

أخر الأخبار

ترجمة - Translate

   

الثلاثاء، 18 نوفمبر 2025

‏بقلم / سالم عوض الربيزي .. فبراير، الثورة التي أرادت إنقاذ اليمن فحوّلها المتنفذون إلى نكبة سياسية

لم تكن ثورة فبراير 2011 نكبة كما يحاول أتباع الأجندات الخارجية وأصحاب المصالح الضيقة تصويرها، بل كانت لحظة وعي ورفض وطني لمحاولات تزوير التاريخ وتضليل الشعب عن حقيقة نكبة اليمن الممتدة لعقود طويلة. أراد البعض حرف بوصلة الوعي العام كي يخفوا مسؤوليتهم الحقيقية عن انهيار الدولة وتصدّع بنيتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

فبراير، بطبيعتها ومطالبها، كانت ثورة راقية ومحترمة جاءت من أجل التغيير، والإصلاح، والعدالة، والحرية، والشراكة الوطنية. ثورة ولدت من رحم شباب يسعون إلى انتزاع القرار الوطني من الوصاية والتبعية والتدخلات التي كبّلت اليمن ومنعته من النهوض لعقود طويلة.

كانت ثورة الشباب نموذجًا سياسيًا متزنًا، ينشد الحرية وبناء الدولة وتحريرها من القيود التي عطّلت تقدّمها وأضعفت أمنها القومي والغذائي، وسعت إلى استعادة وطن يمتلك من الموارد والخيرات ما يكفي ليكون بين كبريات الدول لو لم تتدخل القوى المتضررة من أي نهضة قادمة.

لقد رأى اليمنيون كيف فتح النظام السابق أبواب البلاد أمام اتفاقيات مدمّرة منعت التنقيب عن النفط، وأوقفت زراعة القمح، وأغلقت أبواب الاستثمار والموانئ، وأجهزت على الدور السياحي والاجتماعي، وسعت إلى تحريف المناهج التعليمية ونسج شراكات تسيء لمستقبل اليمن ومواقفه القومية تجاه قضايا الأمة.

أما النكبة الحقيقية فلم تكن فبراير، بل كانت اللحظة التي تم فيها تسليم صنعاء حقدًا وانتقامًا من شعب منح صالح وحزبه الحكم لأكثر من 33 عامًا. كانت النكبة حين تمرّد النظام السابق على الدولة وأسقط العاصمة وفتح مؤسساتها أمام جماعة الحوثي، وأشعل حرب الانتقام في الجنوب والمناطق الوسطى بعد سقوطه السياسي.

وإن كانت اليمن قد عرفت نكبة فعلية، فهي تلك التي حدثت عندما منحت القوى السياسية الحصانة لمن لا يستحقها، وتركت المجرمين يعودون إلى المسرح السياسي بكل أريحية، دون حساب أو رقابة، ليعيدوا إنتاج المأساة ذاتها التي دفعت اليمن إلى هذا المنعطف الخطير.

هذه هي الحقيقة التي يحاول المضللون طمسها: فبراير كانت بداية الطريق للخلاص… لكن من أفشلها او يحاول افشالها هم أنفسهم صناع النكبة الحقيقية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق