بمناسبة اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة 3 ديسمبر .. بن طالب : تحسنت من شللي النصفي بالعلاج الطبيعي و أئمل في إستكمال علاجي بالخارج - صدى حضرموت | الإخبارية

أخر الأخبار

ترجمة - Translate

   

الثلاثاء، 3 ديسمبر 2019

بمناسبة اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة 3 ديسمبر .. بن طالب : تحسنت من شللي النصفي بالعلاج الطبيعي و أئمل في إستكمال علاجي بالخارج

بن طالب : الكفيف باهبري هو من شجعني على مواصلة تعليمي

تقرير شخصي - ناصر بامندود :
أمين طالب بن طالب، أو كما يسميه طلابه " الأستاذ أمين " هو شابً من مدينة المكلا وتحديداً من منطقة باعبود، تعرفت عليه قبل عام، وما أعجبني فيه أنه وبالرغم من أنه ولد وهو يعاني من شلل نصفي في الجهة اليمنى من جسده، إلا أنه معلم متفاعل مع زملائه وطلابه، وشخصية نشيطة بشكل لا يصدق، يحب السياسة والرياضة، ويشارك في الفعاليات والأحداث الوطنية، وينتمي إلى عائلة تربوبية فوالده الأستاذ / طالب حميد بن طالب  - حفظه الله - وهو شخص أمضى في مجال التربية والتعليم عمره ، وكان مديراً لعدة مدارس في محافظة حضرموت جلّ عمره وكذلك في محافظة المهرة .

وللمفارقة فقد ولد أمين تؤاماً رفقة أخته في العام " ١٩٩٣ م" ، الأخت خلقت طبيعية ولله الحمد، أما أمين فقد أحبه الله أكثر فأراد أن يبتليه، يحكي عن طفولته فيقول : لقد كنت لا أستطيع المشي لعدة خطوات، كنت أسقط أرضاً كلما سرت وكان ذلك يؤلمني كثيراً، لكنني كنت أحاول مرة تلو أخرى المشي، أجريت في صغري ثلاث عمليات جراحية هنا في المكلا دونما فائدة، حتى قرر والدي وأنا في سن السابعة أخذي إلى العراق والذهاب بنا للعلاج، فقضيت في " بغداد " ستة أشهر تلقيت خلالها العلاج الطبيعي، ثم عدت بعدها بعام إلى بغداد وكان ذلك في العام " ٢٠٠١ م " فأصبحت من حينها على الأقل أستطيع المشي، ولكن مايزال الاعوجاج في ساقي الأيمن، ويدي اليمنى تحسنت لكنها بطيئة في التجاوب لحركتي .

في طفولتي عانيت من " سخرية " صغار السن مني وكان قلبي يعتصر وجعاً وألماً من ذلك، لكن ما كان يسعدني وينسيني وجعي هو أنني كنت أتلقى الكثير من الدعوات والتعاطف من الأمهات وكبار السن الذين كانوا يمرون من حولي، ومع مرور الأعوام صرت أكثر نضجاً، وأصبحت سخرية الأطفال لا تؤثر فيّ ولاتعني لي شيئاً، كنت أذهب إلى مدرستي مع أبناء حارتي، حتى وصلت إلى مرحلة الثانوية وكنت دائماً ما أسال نفسي: هل ستستطيع مواصلة تعليمك؟ هل جسدك يؤهلك للذهاب أكثر في دراستك؟ هل ستذهب بظرفك الجسدي هذا إلى الجامعة؟ هل ستتحمل ما قد يحصل معك؟ في أثناء تلك الفترة رأيت في ثانوية الشاطئ طالباً " كفيفاً " يدعى " باهبري " وكان من أشد الطلاب المتفوقين في القسم الأدبي بالثانوية، فقلت في نفسي هذا أخذ منه أكثر مما أخذ منك وهو ناجح ويحارب الفشل بل ويهزمه، علها رسالة من الله لي يقول " أكمل تعليمك " .
وبالمناسبة إن هذا الطالب الكفيف باهبري يخبرنا بأن " الإعاقة " هي في القلوب والعقول لا في الأجساد والأعضاء، وإن لا شيء يمنعنا من النجاح والتفوق غير قتلنا لعزيمتنا وهمتنا والتركيز على نواقصنا، ف " بن باز " كان كفيفاً لكنه أصبح عالماً جليلاً وواحد من الثلاثة المجددون لديننا الحنيف، كذلك " عبدالله البردوني " على أنه " أعمى البصر " إلا أنه صاحب بصيرة عجيبة، وشاعراً كبيراً عظيماً، و " فرانكلين روزفلت " على الرغم من أنه كان " مشلولاً من الأسفل " إلا أنه الرئيس الأمريكي الوحيد الذي فاز في أربع انتخابات متتالية ، و " ستيفن هوكينغ "  رغم بغضي لأفكاره الالحادية كان قعيداً، إلا كان عالماً فيزئياً عملاقاً، وأحب فيه علمه وعزيمته ومقته للكيان الصهيوني .

فأكمل أمين بن طالب بطل تقريرنا تعليمه الثانوي، ثم درس " الرياضيات " في كلية التربية بجامعة حضرموت، حتى أنتخبت مندوباً لدفعته، ثم تخرج في العام " ٢٠١٨ م " .

وبعد تخرجه التحق بإحدى المدارس الأهلية، فأصبح معلما لمادة الرياضيات، ونجح في كسب ثقة إدارة المدرسة، وأثبت قدرته في تعليم الطلاب وتدرسيهم، وهاهو الآن يمضي العام الثاني برفقتهم، ويشعر بأنه مقدر بالنسبة لهم وهم يتعاونون معه، ويلقي العلم هذه السنة على الصف الخامس والسادس والثامن، بعد أن ألقه العام الماضي على الصف السابع والثامن والتاسع، كما يستعد على المستوى الشخصي للزواج وتجهيز مستلزمات عرسه، بعد أن خطب قبل أشهر ، لذلك يعمل في الفترة المسائية في متجر للمستلزمات الرياضية، وأخبرني أن كل ما يرجوه ويريده هو أن يصبح معلماً في مدرسة حكومية فقد حاول عدة مرات دون جدوى، وإن يستطيع استكمال علاجه بالخارج .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق