في ذكرى رحيله الـ 12 عشر "أحمد الخير .. ومنبع الجود" - صدى حضرموت | الإخبارية

أخر الأخبار

ترجمة - Translate

   

الخميس، 18 مارس 2021

في ذكرى رحيله الـ 12 عشر "أحمد الخير .. ومنبع الجود"

القاهرة/ خاص / جهاد باحـدَّاد

بالعلم وحسن الخلق يتميز العظماء الذين خلدهم التأريخ في أنصع صفحاته، وتجبرنا الأيام والسنين على تذكر سيرتهم العطرة والحديث عنها دون كللٍ أو ملل، لما تحلّوا به من موروث أخلاقي وعلمي هائل تستلهم منه البشرية ما ينفعها في مسيرة الحياة، ويتعلمون أن الإنسان العظيم والحكيم لا بد ما تسبقه أخلاقه.

 

هناك صنف من البشر يصعب على الناس نسيانهم، أو إنكار جمايلهم، وتظل ذكراهم عطرة وخالدة في الأذهان حتى بعد أن توارى أجسادهم الطاهرة الثرى، وتذهب أرواحهم الزكية إلى بارئها مع الشهداء والصديقين في جنات النعيم، ذكرى هذا الصنف من الناس تظل عالقة في الأذهان لأنهم أفنوا حياتهم في خدمة مجتمعهم ووطنهم دون انتظار الجزاء والأجر والثواب من أحد، ولكن مرضاة لله وحده دون غيره، وكانوا يتحلون بخصالهم الحميدة وأعمالهم الحسنة وسلوكهم الفاضل في تعاملهم مع رؤسائهم ومرؤوسيهم.

 

ففي فجر يوم الثلاثاء الـ (17 من مارس لعام 2009م) حينما وصل خبر وفاته في المملكة الأردنية الهاشمية فجع الوطن وجامعة عدن بهذا الخبر وشعر الجميع بألمٍ وحزن عميق لوفاة أحد أبرز أعمدة جامعة عدن الأكاديمية والإدارية، والذي عرف لدى جميع منتسبي الجامعة وأصدقاءه وطلابه ومحبيه بدماثة الأخلاق وسمو المبادئ والقيم وحب الآخرين ونكران الذات، فكان ذلك الخبر كالصاعقة على قلوب الجميع ليس اعتراضاً على قدر الله ومشيئته، فالموت حق ولكن تحسراً وندماً بفقدان قامة علمية وإدارية سامقة لن يكررها الزمن، وعلماً من الأعلام الوطنية الكبيرة التي أفنت عمرها في خدمة قضايا التنوير والعلم والتنمية الفكرية.

 

وفي الـ 17 من مارس للعام الجاري 2021م تحل علينا الذكرى الثانية عشر للرحيل الأليم لفقد الوطن وجامعة عدن الـ أ.د. أحمد صالح منصر الأمين العام الأسبق لجامعة عدن (طيب الله ثراه) ذلك الإنسان الذي خلف إرثاً أخلاقياً وعلمياً وأكاديمياً وإنسانياً كبيراً للبشرية جمعا وحسن سيرة وما تبعها من أعمال يصعب للإنسان نسيانها.

 

لم تسنح لي الفرصة (كاتب هذا المقال) للتعرف عن قرب ومشاهدة هذه الهامة الأكاديمية والإدارية كون تعييني في جامعة عدن جاء بعد وفاته ولكن ما سمعناه عنه خلال عملنا في الجامعة من الأساتذة والموظفين عن هذه الشخصية فإننا نقف لحظة إجلال وتقدير وتواضعاً أمام سيرته العطرة لما تركه من واقع وحضور طيبٍ في النفس والعقل والقلب والوجدان قضاها خدمة للأرض والإنسان، فهو هامة أكاديمية ومكانة علمية وقيمة إنسانية، وقامة قيادية ومسيرة حافلة بالعطاء والتفاني والتميز، وموسوعة متنقلة من الوعي والمعرفة والنبل والتواضع وسيبقى في قلوبنا وعقولنا وذاكرتنا إلى ما شاء الله تعالى.

 

الفقيد الدكتور/ أحمد صالح منصر من القلة الذين شهدت في عهدهم الجوانب الإدارية بجامعة عدن قفزات نوعية وتطوراً ملموساً في جانب النشاطات الأكاديمية الجامعية لإجادته فن القيادة بمهارة وكفاءة وجدية بهدف الإصلاح والتحديث والتطوير نحو الأفضل، ولا يألو جهداً في سبيل خدمة الناس البسطاء دون نظرة دونية أو استعلائية على الآخرين من خلال مواقعه التي تقلد مناصبها كعميدٍ لكلية الاقتصاد وأميناً عاماً لجامعة عدن حتى وفاته في الـ17 من مارس 2009م، واقترن اسمه بكلية الاقتصاد والإدارة وتخرج على يده الكثير من الكوادر الإدارية والاقتصادية الذين يتربعون حالياً العديد من المناصب الإدارية في الدولة ومؤسساتها المختلفة.

 

عزاؤنا يتكرر للعام الثاني عشر على التوالي لأسرة وزملاء ومحبي فقيدنا الراحل أحمد الخير ومنبع الجود الـ أ.د. أحمد صالح منصر الأب الإنسان الأكاديمي الذي بوفاته شكل فراغاً من الصعب نسيانه وتجاوزه لأنه حتما سيظل شاغراً في قلوب زملائه ومن عرفوه أو تعاملوا معه على المستوى العلمي والشخصي والحياة العامة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق