بقلم / رائد خالد .. غياب الصحافة المستقلة في اليمن سببًا في تفشي الفساد - صدى حضرموت | الإخبارية

أخر الأخبار

ترجمة - Translate

   

الخميس، 16 فبراير 2023

بقلم / رائد خالد .. غياب الصحافة المستقلة في اليمن سببًا في تفشي الفساد

لطالما لعبت الصحافة دورًا أساسيًا في عملية نهوض الشعوب من فراش التضليل و وسادة الخمول  الى متنفسات الإدراك وحدائق الوعي ، هي كذلك بمثابة فأس الصحفي النزيه الذي يقطع به الفساد في مرافق الدولة، و عقار فعال لكل تسرب في شرايين المال  العام ، مما ينتج عن ذلك دولة مسيطرة على مواردها وقادرة على حل المشاكل الأساسية فيها مثل الكهرباء و توفر المشتقات النفطية وازمات المواد التي تستوردها الحكومة للمواطن .
وعندما تغيب الصحافة المستقلة عن الشارع  ويشتشري الفساد في مفاصل الدولة يحدث فيها عكس ماسبق ويعيش شعبها في دوامة فقر مدقع بالتالي تتقلص طبقات شعبها حتى تصبح طبقتين الطبقة الأولى زمرة المسؤالين وذويهم والأخرى يقضون منتميها ساعات حياتهم اليومية في صراع نحو البقاء وبالكاد توفير أساسيات طعامهم .

هيمنة الساسة على حرية الصحافة .

مع تطور علوم وتجارب الساسة أصبحت هناك عدة طرق لاحتواء الأقلام الصحفية المحاربة وحرف مسارها وجعلها في متناول أياديهم للعبث بها حيثما أرادوا ووسيلتهم الأولى في الوصول الى أهدافهم المنشودة ، فمثلما هناك سياسة من دول خارجية أستخدمت لإقصاء حرية الصحافة عن المشهد اليمني أيضًا هناك اساليب ينتهجها  أصحاب  النفوذ على محيط مصالحهم نوضح بعض هذه الأساليب في الأسطر الآتية:•

- [ ]  سياسة التجويع واحتواء أقلام المعارضين .

سياسة التجويع هي السائدة في جميع المحافظات اليمنية وقد مُرست على الرعيل الأول وهاويين الصحافة في عصرها الورقي تمثلت في محاربة الوعي المجتمعي نحو الصحافة المستقلة ولم تشجع بناء مؤسسات صحفية مستقلة فعليًا تتلقى دعمًا ذاتيا لها  مستغلين غياب الوعي المجتمعي بأهميتها في معالجة فساد النافذين، ومع ضعف دعم المواطن لنشاطات المؤسسات الصحفية تخاوت الصحف حتى تلاشت ،وأصبح الصحفي يبحث عن مصادر دخل لتأمين معيشة أسرته، وهنا حدث العزوف عن الصحافة الحرة وأُجبر الصحفي على جعل قلمه مأجورًا لدى أصحاب النفوذ .

فيما تم أحتواء كثير من الصحفيين والمراسلين  للصحف  والقنوات الخارجية وتأمين متطلبات معيشتهم والدفع بهم في مؤسسات حكومية ذات رواتب مرضية له مماجعله فاترًا عن الكتابة ومحرجًا عن محاربة الفساد وخائفا من انقطاع رزقه .

 الدعم الجمهوري للصحافة المستقلة يثبت نجاحه و إعادة النشاط : 

إشكالية التمويل في موسسات الصحافة الحرة هي التي تهاوت بقواعد المهنية و توفر التمويل من جهة الشعوب يجعل من  الصحافة الحرة جبهة حرب ضد الفساد ووجود نماذج عديدة حول العالم أثبتت نجاح الإعتماد على الجمهور في دعم الصحافة المستقلة ،
في هولندا، خلال أيام تمكن موقع "ذا كوريسبوندنت" الصحفي من جمع مبلغ ناهز اثنين مليون ونصف يورو كتبرعات شعبية لانشاء صوت حر  و وكذلك قنوات اوربية تتلقى دعمًا مباشر من المواطنين واثبتت استمراريتها حتى الان ، ومع إختلاف الثقافات بيننا واختلاف مدى الوعي بالأهمية وصعوبة دعم المواطن اليمني للصحافة ، الا ان هناك طرق اخرى حديثة ورقمية ستمكن المؤسسات الصحفية من إعادة التموضع وتفعيل دورها بمجرد إهتمام  المواطن والدخول الى المواقع الإخبارية الاكترونية او التفاعل يعزز مصادر دخل للصحفي ومؤسسته مما سيشجع للصحفي ومؤسسته في تطوير قدراتهم ومصادر دخلهم  ،جميع ذلك يستند على الوعي المجتمعي بأهمية الصحافة المستقلة .

فهل سيدرك الشعب اليمني مدى أهمية الصحافة او سيستمر في غيبوبته ؟

#رائد_خالد
#الصحافة_المستقلة
#الصحافة_الحره
#اليمن #حضرموت #المكلا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق