#ومضة_الصباح
في زمن ينذر فيه الجوع والفقر والمجاعة بكارثة إنسانية في اليمن، أصبحت وعود القوى السياسية والأحزاب مجرد أصداء فارغة ترنح أمام النداءات الماسة للمساعدة. لقد وصلت البلاد إلى مرحلة يعيش فيها ثلثي السكان على المساعدات، وتُعاني المجتمعات من آثار الحرب والحصار والانهيار الاقتصادي جراء العدوان الغاشم من قبل دول الاحتلال الأجنبي دون أن تحرك تلك الأحزاب أية ساكن أو تتحمل مسؤوليتها تجاه الوطن وشعبه.
نحن نشعر بدهشة عندما نواجه لحظة الصمت وعجائب السكوت حيال الأحداث التي تتعلق بتلك الأحزاب والقوى التي أصبحت اهتمامها الأساسي هو تقاسم القشور التي يلقيها المحتل إليها مقابل العمالة وترتيب أمور قادتها لتجعلنا نتساءل. ألم، يحن الوقت لكل فاعل سياسي أن يتحمل مسؤوليته تجاه الوطن والشعب، وأن يضع مصلحة اليمن وأبنائه فوق كل اعتبار. لأننا نستغرب ونقول متى ستتجاوب القوى والأحزاب مع هذه الوضعية الإنسانية المأساوية؟ متى ستتوقف المصالح الشخصية والسياسية عن التفاضل والخيانة لصالح مكاسب زائفة على حساب الملايين من الأرواح اليمنية البريئة؟
أليس من الواجب على القوى والأحزاب أن تعي الجرائم التي ارتكبتها بحق شعبها، وأن تعاود النظر في سياساتها المدمرة، وتعمل بجدية على وضع حد لهذا الوضع المأساوي.
اليوم على تلك القوى والأحزاب الاعتراف بالخطأ وتصحيح ما حدث وادراك حجم تلك الأفعال والخيانات والسعي إلى تكفير ذنوبها والعمل على إنهاء التعاون مع الاحتلال الأجنبي والكف عن التواطئ عن تلك المشاريع القادمة من خارج الحدود والتي لم تجلب سوى الحروب والصراعات والدمار وكل مظاهر المعاناة. فمن الضروري التركيز على بناء وتعزيز الاستقلالية والتمكين الوطني، والعمل على تحقيق الازدهار والاستقرار للبلاد، ووضع حد لهذه الأزمة الإنسانية الخانقة، وإعادة الأمل والعافية إلى شعب اليمن المظلوم.
بقلم/ سالم عوض الربيزي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق