يُقال في المأثور: "الضرب في الميت حرام". ويُفهم من ذلك أن لا طائل من التوبيخ والتقريع لمن لا يملك حولًا ولا قوة، ولا حياة في عروقه تدفعه للدفاع أو الحركة. وقد يقول قائل: فلنكفّ إذًا عن الشتم واللعن، عن الاتهام المباشر والصريح لحكومتنا "الرشيدة"، وللمسؤولين "الموقرين"، الذين تسنّموا المناصب وتقلّدوا زمام الأمر في حضرموت. ولكن، سؤال واحد يفرض نفسه... لماذا نكفّ؟
هل حقًا بلغ أولئك مبلغ الموتى؟ أم أنهم أحياء في أجسادهم، موتى في ضمائرهم، قد عطّلوا إرادتهم وتنازلوا عن مسؤوليتهم طواعية؟ نعم، نحن نحملهم أوزار ما نحن فيه من ويلات، لكنّ في القلب ظنونًا لا تغفل، وعقلًا لا يسلم ببساطة. فالواقع الموبوء بالوصاية الأجنبية، والسياسات المُستوردة، لا يترك مجالًا للبراءة المطلقة أو الإدانة المنفردة.
إنّ كثيرًا من هؤلاء ليسوا سوى أدوات... أقلامٌ تكتب ما يُملى عليها، وأصواتٌ تردد ما يُلقّن لها، ووجوهٌ تمثل أدوارًا في مسرح عبثي، كلما أُغلق فصلٌ فيه، فُتح آخر على مزيدٍ من الفوضى. باعوا إرادتهم بثمنٍ بخس، وظنّوا أن العيش في فنادق العواصم ترفٌ ونعيم، وما هو إلا أسرٌ مقنّع، وذلّ ملوّن.
هم اليوم كما يُقال عندنا في حضرموت: "قلمٌ بيد محرك". لا يُحرّكون ساكنًا إلا بأمر، ولا ينطقون إلا بإذن، ولا يبرمون أمرًا إلا بعد إذعان وتبعية. القرارات ليست في صناديقهم، بل في أيادي "الرباعية الدولية"، تُكتب في عواصم بعيدة، وتُنفّذ على أرضٍ ذليلة.
خذ على سبيل المثال لا الحصر: محافظ حضرموت، رمز السلطة المحلية، وأول من يُفترض به أن يحمل همّ المحافظة بين جنبيه. متى كانت آخر مرة رأيناه بين أهله وناسه؟ متى نزل الميدان، وتلمّس الجراح، ووقف على مفترقات الأزمات؟ غيابه الفادح ليس ترفًا ولا صدفة، بل دليل صارخ على حقيقة: أن حضرموت تُدار من الخارج، لا من الداخل، وأن المشهد مسرحي، أبطاله بلا روح، والسيناريو كُتب بمدادٍ أجنبي.
نعيش إذًا في زمن الذلّ الممنهج، والنهب المنظم، والاستعباد المغلّف بشعارات "الشرعية" و"السلام". وقد يرضى بعض أولئك المسؤولين بهذا الدور المشين، لكنّنا نحن – الشعب – لن نرضى، ولا ينبغي لنا أن نرضى.
آن لحضرموت أن تنهض من كبوتها ، وأن تصرخ في وجه الوصاية: كفى! لا شرعية لمن جاء على ظهر الدبابة، ولا قبول لمن فُرض بقوة السلاح، أو أُلبس ثوب الوصاية منذ 1967 وحتى اليوم.
نحن – أبناء حضرموت – لسنا قطيعًا يُساق، ولسنا حفنة من الرعاع تُخدَر بالأوهام. نحن مصدر السلطة، وملاك القرار، وحراس الأرض والكرامة. وإذا كان ثمة فجرٌ يلوح، فإن خيوطه لا تأتي من وراء الحدود، بل من عزيمتنا نحن، من يقظتنا، من وحدتنا.
آن لحضرموت أن تعلن سيادتها على قرارها، أن تؤسس سلطتها المحلية الحرة، بمؤسسات تشريعية ورقابية وقضائية واقتصادية تمثلها بحق، لا وكلاء عن المستعمرين الجدد. فلا مكان بعد اليوم للوصاية، أيًّا كان شكلها أو غلافها أو بندها... سابعًا كان أو عاشرًا.
وكما قال أجدادنا في حضرموت سابقا : "كثر اللطم يعور"، ونحن قد اكتفينا من اللطم، وحان وقت الكفّ، لا عن الألم، بل عن الخنوع.
وفي الختام، نُردّدها عاليًا، لا شعرًا يُتلى، بل عهدًا يُكتب :
إذا الشعبُ يومًا أراد الحياة
فلا بدّ أن يستجيب القدر
ولا بدّ لليل أن ينجلي
ولا بدّ للقيد أن ينكسر
هل حقًا بلغ أولئك مبلغ الموتى؟ أم أنهم أحياء في أجسادهم، موتى في ضمائرهم، قد عطّلوا إرادتهم وتنازلوا عن مسؤوليتهم طواعية؟ نعم، نحن نحملهم أوزار ما نحن فيه من ويلات، لكنّ في القلب ظنونًا لا تغفل، وعقلًا لا يسلم ببساطة. فالواقع الموبوء بالوصاية الأجنبية، والسياسات المُستوردة، لا يترك مجالًا للبراءة المطلقة أو الإدانة المنفردة.
إنّ كثيرًا من هؤلاء ليسوا سوى أدوات... أقلامٌ تكتب ما يُملى عليها، وأصواتٌ تردد ما يُلقّن لها، ووجوهٌ تمثل أدوارًا في مسرح عبثي، كلما أُغلق فصلٌ فيه، فُتح آخر على مزيدٍ من الفوضى. باعوا إرادتهم بثمنٍ بخس، وظنّوا أن العيش في فنادق العواصم ترفٌ ونعيم، وما هو إلا أسرٌ مقنّع، وذلّ ملوّن.
هم اليوم كما يُقال عندنا في حضرموت: "قلمٌ بيد محرك". لا يُحرّكون ساكنًا إلا بأمر، ولا ينطقون إلا بإذن، ولا يبرمون أمرًا إلا بعد إذعان وتبعية. القرارات ليست في صناديقهم، بل في أيادي "الرباعية الدولية"، تُكتب في عواصم بعيدة، وتُنفّذ على أرضٍ ذليلة.
خذ على سبيل المثال لا الحصر: محافظ حضرموت، رمز السلطة المحلية، وأول من يُفترض به أن يحمل همّ المحافظة بين جنبيه. متى كانت آخر مرة رأيناه بين أهله وناسه؟ متى نزل الميدان، وتلمّس الجراح، ووقف على مفترقات الأزمات؟ غيابه الفادح ليس ترفًا ولا صدفة، بل دليل صارخ على حقيقة: أن حضرموت تُدار من الخارج، لا من الداخل، وأن المشهد مسرحي، أبطاله بلا روح، والسيناريو كُتب بمدادٍ أجنبي.
نعيش إذًا في زمن الذلّ الممنهج، والنهب المنظم، والاستعباد المغلّف بشعارات "الشرعية" و"السلام". وقد يرضى بعض أولئك المسؤولين بهذا الدور المشين، لكنّنا نحن – الشعب – لن نرضى، ولا ينبغي لنا أن نرضى.
آن لحضرموت أن تنهض من كبوتها ، وأن تصرخ في وجه الوصاية: كفى! لا شرعية لمن جاء على ظهر الدبابة، ولا قبول لمن فُرض بقوة السلاح، أو أُلبس ثوب الوصاية منذ 1967 وحتى اليوم.
نحن – أبناء حضرموت – لسنا قطيعًا يُساق، ولسنا حفنة من الرعاع تُخدَر بالأوهام. نحن مصدر السلطة، وملاك القرار، وحراس الأرض والكرامة. وإذا كان ثمة فجرٌ يلوح، فإن خيوطه لا تأتي من وراء الحدود، بل من عزيمتنا نحن، من يقظتنا، من وحدتنا.
آن لحضرموت أن تعلن سيادتها على قرارها، أن تؤسس سلطتها المحلية الحرة، بمؤسسات تشريعية ورقابية وقضائية واقتصادية تمثلها بحق، لا وكلاء عن المستعمرين الجدد. فلا مكان بعد اليوم للوصاية، أيًّا كان شكلها أو غلافها أو بندها... سابعًا كان أو عاشرًا.
وكما قال أجدادنا في حضرموت سابقا : "كثر اللطم يعور"، ونحن قد اكتفينا من اللطم، وحان وقت الكفّ، لا عن الألم، بل عن الخنوع.
وفي الختام، نُردّدها عاليًا، لا شعرًا يُتلى، بل عهدًا يُكتب :
إذا الشعبُ يومًا أراد الحياة
فلا بدّ أن يستجيب القدر
ولا بدّ لليل أن ينجلي
ولا بدّ للقيد أن ينكسر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق