بقلم / علاء العبدلي .. عدن العاصمة المظلمة - صدى حضرموت | الإخبارية

أخر الأخبار

ترجمة - Translate

   

السبت، 8 يونيو 2024

بقلم / علاء العبدلي .. عدن العاصمة المظلمة

في عاصمة تسودها الأزمات الخانقة، تظهر شوارع عدن خالية من الأمل والرخاء، بينما تملأ اللوحات الإعلانية صور قادة المجلس الانتقالي كل زاوية، مستوليةً على المشهد الحضري وملقية بظلال ثقيلة من الوهم. تأخذ المدينة بريقا كاذباً تحت إنارات اللافتات الباهرة، في حين تظل حقائقها القاسية مختبئة في الزوايا المظلمة.

في هذا الجو المشحون بالضغوطات والتكالب، يعاني سكان عدن من شعور دائم بالقلق وعدم الطمأنينة. لا صوت يعلو فوق صوت زئير القلق الهمس الذي يتسلل من نوافذهم الضيقة، مما يعزز حالة الشك والخوف في قلوبهم. في هذه العاصمة المظلمة، تختبئ المعاناة خلف وجوه مستنيرة بأضواء خادعة، والسكان يبحثون عن بصيص أمل في بحر مليء بالوهم والتفاؤل الزائف.

رغم هذه الأضواء الساطعة، تحاول الحقائق المرة أن تتخفى خلف ستار التزييف، مما يجعل من الصعب رؤية حالة التدهور التي تعاني منها المدينة. ورغم كل هذه التحديات والصعاب، لا يزال السكان ينظرون يوميًا إلى غروب الشمس الخافتة في سماء مليئة بالمعاناة، آملين في يوم جديد يكون أفضل.

أمام هذا الوضع المرهق والمعقد، يبدأ الناس في البحث عن حلول مستدامة وفعالة للخروج من دائرة الظلم واليأس التي تحيط بهم. يبحثون عن بناء مجتمع يتسم بالعدل والتعاطف، حيث يكون الصرح الشامخ للإنسانية هو المبدأ الأساسي لحل جميع المشاكل والتحقيق في مستقبل مشرق لهم ولأجيالهم القادمة.

في ظل هذه الظروف الصعبة والمتعددة الأزمات والصعوبات الاقتصادية، يثير استخدام الموارد دون جدوى في اجتماعات تافهة تكلف ملايين من الأموال تساؤلات جدية حول جدوى تلك الاجتماعات ومدى تحقيقها فائدة حقيقية للمواطنين. 

إذا كانت المؤسسات الرسمية قادرة على تخصيص هذه الأموال لحل أزمات ملحة مثل أزمة الكهرباء، فإن ذلك سيكون خطوة صائبة على طريق الإصلاح وتحقيق إنجازات حقيقية تخدم المواطنين. تظهر هذه الاجتماعات واللوحات الإعلانية الباهظة وكأنها محاولة لإرضاء أدوار جانبية غير مفيدة، على حساب رفاهية المجتمع.

هذا المشهد المؤلم يوحي بضرورة إعادة تقدير دور الجهات الرسمية والتركيز على تحقيق مصالح المواطنين وتلبية احتياجاتهم الأساسية. نحن نناشد الجهات المعنية باستخدام الموارد بشكل مستدام وفعّال، لتخفيف معاناة الشعب وحل مشكلاتهم بشكل جذري ومستدام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق