يا سيادة الرئيس عيدروس الزبيدي، نقف اليوم على نقطة تحول في تاريخ مدينتنا الحبيبة عدن، المدينة التي طالما كانت منارة للتجارة والثقافة والتعايش السلمي. إن الأزمات التي نواجهها اليوم تتطلب منّا قادة قادرين على حمل مشاعل التغيير والإصلاح، ونحن نؤمن بإمكانياتكم الكبيرة وشجاعتكم في إدارة دفة الأمور نحو بر الأمان.
إن إهدار الموارد على اجتماعات تافهة وتخصيص الميزانيات للزينة الإعلامية لا يخدم سوى بعض الأهداف الشخصية والغير مجدية. نحن بحاجة إلى تكريس هذه الموارد لحل مشكلات جوهرية تمس حياة المواطنين بشكل مباشر، كأزمة الكهرباء، والمياه، والصحة، والبنية التحتية. هذه الأمور التي تمثل أساسيات الحياة لأي مجتمع تزدهر بالعدل والإنصاف.
إن سكان عدن يستحقون الأفضل، يستحقون أن يروا تضحياتهم تؤتي أكلها، وأن يشعروا بأنهم ليسوا مجرد أرقام في مخططات كبيرة، بل هم القلب النابض لهذه المدينة. نحن نناشدكم باسم الإنسانية وباسم واجبكم الوطني، أن تولوا اهتمامًا أكبر لمعاناة الناس، وأن تتخذوا خطوات جادة وفعّالة لإنهاء هذه الأزمات الخانقة.
إننا نؤمن بقدرتكم على الإصلاح، ونناديكم للعمل بشفافية وإخلاص، لتقديم خطط استراتيجية لتنمية المدينة وتحسين ظروف العيش فيها. فالعاصمة عدن تستحق أن تكون نموذجًا للنجاح والتقدم، وأن تعود مجددًا كسفينة أمان واستقرار لجميع سكانها.
فلنضع معًا حجر الأساس لعهد جديد، حيث تُستخدم الموارد بحكمة، وحيث تُعطى الأولوية لمصلحة المواطن، وحيث يُحتفى بالعدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة. ونحن على يقين أن تحت قيادتكم، ستعود شمس الازدهار لتشرق مجددًا فوق سماء عدن.
إن توجيه الموارد نحو حل الأزمات الحقيقية ليس فقط خطوة صائبة، بل هو واجب مُلزم نتحمل مسؤوليته جميعنا. ومسؤوليتكم، يا سيادة الرئيس، هي أن تكونوا في مقدمة المبادرات والاصلاحات، لنعمل معًا على تحويل هذا الحلم إلى واقع ملموس.
فلنعتبر هذه اللحظة فرصة تاريخية، لنجعل من عدن مدينة تستحق الحياة، ليست فقط لإنارة شوارعها، بل لإنارة قلوب أهلها بالعدل والسلام والأمل في مستقبل أفضل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق